القاضي عبد الوهاب البغدادي ومنهجه في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني

إن الله تعالى قيض لهذه الشريعة رجالا تفقهوا في الدين، درسوا الكتاب والسنة، واستنبطوا القواعد والأحكام، واجتهدوا في معضلات النوازل حتى وجدوا لها حلولا وفق أصول هذه الشريعة .
ومن هؤلاء الفطاحل الإمام مالك ابن أنس، صاحب المذهب المشهور، و عالم المدينة المرتحل إليه، و أتباعه وتلاميذه الذين اقتدوا به في فهمه
لأسرار الشريعة، وتتبعوا اجتهاداته، واستخرجوا أصول مذهبه التي بنى عليها تلك الاجتهادات .
وبرز من هؤلاء الأتباع ثلة مازالت شهرتهم تملأ الآفاق، ومؤلفاتهم عليها اعتمد الناس من بعدهم في الاختلاف – اجتهادا- والاتفاق .
ومن أولئك العلماء الأفذاذ القاضي أبو الحسن علي بن عمر المعروف بابن القصار البغدادي المالكي الذي اشتهر بموسوعته في فقه الخلاف، و الأصولي البارع الذي لا يخلو أي كتاب ألف في علم أصول الفقه من ذكر اسمه والاستشهاد بآرائه .
تعتبر هذه المقدمة هي التي جعلها ابن القصار توطئة لكتابه الكبير (عيون الأدلة). تحدث فيها عن رأي الامام مالك في كثير من المسائل الأصولية. وكثيرا ما يعقب على ذلك برأيه واختياره بعد جلب الأدلة الفعلية والعقلية .
وقد عمل المحققان على اخراج الكتاب محققا تحقيقا علميا يليق به و ذيلاه بفهارس لتكتمل الفائدة.

صورة الكتاب: 
الناشر: 
ELGA
السنة: 
1900
تنزيل الكتاب: