الإعتداء وإهانة الأجانب

السؤال: 

رجل مغربي يعيش في ليبيا يقول: إنني أتعرض للإهانة من بعض المواطنين الليبين- يوجد منهم طيبون- ولكن هناك فئة تسرق هواتف الناس ونقودهم وتهينهم، أرجو نصيحة من الناس بخصوص هذا الوضع؟

الجواب

تفريغ الأسئلة الموجهة للشيخ حمزة أبي فارس في برنامج الإسلام والحياة.

أنا ماذا أقول؟!! نحن ليس عندنا مسألة ( اسمه غريب) المسلمون في ديار الإسلام ليسوا غرباء، يعني هو نفس القضية لو عَمِلَها مع مغربي أو عملها مع ليبي مع مصري مع أي أحد نفسُ الحكم، فنحن ننْصَحُ هؤلاء الإخوةَ بأن يتقوا الله- سبحانه وتعالى- ويراقبوه في مثل هذه المسائل؛ لكنَّ الغريبَ تزداد نكْبتُه أكبر؛ لأنه بعيد عن وطنه بعيد عن أهله بعيد عن كذا فهؤلاء هم مَن يجب مُراعاتهم أكثر وليس هم مَن نَنْزِلُ عليهم بهذا الظلم، فنحن نقول إن (الظُّلْم ظلمات يوم القيامة) يعني مخطئ مَن لا يفكر في قضية مَدَّت القبر وأنه سيُحاسَب على كل ذلك، أنت كم ستعيش الآن؟! كم مازال لك؟! نعم الله أعلم بالمدة، لكن تعلم أنها مدة قصيرة وليس عندك أنت ضمان مُعيَّن، يعني تعيش عشر سنين أو عشرين أو كذا يعني فكيف تفعل بهذا الأمر؟! يعني كيف ستُجابِهُ الخالق؟! الذي حرَّم الظلمَ حرَّمه على نفسه وجعله علينا محرَّمًا- كما في الحديث القدسي- يعني نحن ننصحه أن يتق الله- سبحانه وتعالى- أي أحد بل ننصحه أكثر أن يضرب ألفَ حسابٍ لقضية الغرباء مساكين؛ لأن النكبة التي تلحق بهم تزداد يعني يترتب عليها أمور نفسية وأمور أخرى يُعانون منها أكثرَ من المواطنين الذين يعيشون في نفس البلد، نعم.

المقدم: شيخنا بعض الناس يسأل كيف ننْصُر هذا الضعيف إذا رأيناه يُظلَم؟

الشيخ: هذه مسألة طويلة عريضة تَجرُّنا إلى موضوع طويل ربما نأتيه يوما من الأيام وهو قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نعم هذه ضرورية الأشياءُ التي تقدر أن تغيرَها بيدك لابدَّ أن تغيِّرها إذا علِمْتَ أنه منكر وإلا فقضية لسانك ثم آخر حاجة قلبك، ولا شك أن القلوب لمَّا تتمالأ على مثل هذه على الأقل معاش هذا المجرم يعامل معاملة حسنة يشعر أن المجتمع كلَّه ضده فيتغيَّر سلوكه ولابُدّ؛ لأنه محتاجٌ إلى الآخرين.

المقدم: شيخنا توجد هذه الظاهرة وهي أنك تجد شخصا يُسرَق ويُضرَب ويُنزَل من سيارته أمام الناس والناس واقفون يشاهدون ولا يحرِّكون ساكنا.

الشيخ: هذه مصداق للأحاديث الشريفة التي أخبر عنها النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي تدل على معجزاته- صلى الله عليه وسلم- يعني «لتتبِعُنَّ سَنَنَ الذين مِن قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا دخلوا جُحْرَ ضبٍّ دخلتموه، قالو: آليهود والنصارى؟ قال: فمَنْ؟» قضية إذا اليهود كما ذكرهم القرآن الكريم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، فهذه الآن المسألة انتقلت إلينا وهذه الكوارث الآن التي تجري بيننا نعم وتسلُّط الأعداء علينا كلُّها مِن أفعالنا إيه نعم كلُّها من أفعالنا لسنا مستقيمين ﴿واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة﴾؛ ولذلك يقول الناس: الفتنة تَعُمّ، إيه نعم ولا ينفع أحد لم يشارك في هذه الفتنة فالمفروض يعني معظم الناس هذا هو الأصل في المسألة نعم بالنسبة للشواذ ضروري وجودهم في مجتمع ما، لكن المفروض الأغلبية ألا تكونَ مثلَهم فنحن المصيبة أن هذه ممْحُوَّةٌ عندنا إلا نادرا، نعم.