أيها الملحدون أفلا تعقلون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين

أما بعد فهذه كلمة موجزة نستقبل بها شهر صفر الخير لعام سبعة وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية . وهي موجهة إلى من له علاقة ما بأولئك القوم الملحدين والذين يدعون إلى الإلحاد من أهل جلدتنا .

أيها الإخوة الكرام لن نخاطب هؤلاء لا بالقرآن ولا بالسنة فإنهم لا يؤمنون بهما ، ولكن نخاطبهم بالعقل الذي جعله الله مناط التكليف ، وأعفى منه من ليس لديه عقل .

والحقيقة إن أول مبحث يتكلم فيه مع هؤلاء هو إنكارهم وجود إله لهذا الكون ، ونحن نسائلهم : كيف توصلوا إلى أن هذا الكون ليس له إله ؟ فإذا قالوا توصلنا إلى عدم وجوده بالحس فلا نحن لمسناه ، ولا نحن رأيناه ، ولا سمعناه ، ولا ذقناه ، ولا شممناه .

قلنا : لم اقتصرتم على هذه الأشياء فجعلتموها برهانا على الوجود ؟ وإذا أخذنا بنظريتكم هذه فإن الكهرباء التي نستعملها يوميا غير موجودة ، فإذا قالوا : عرفنا وجودها من آثارها ، فهي تضيء لنا وتشحن الآلات وتقتل من يلمسها في حالات معينة .

قلنا ما أثبتم به الوجود هنا ليس عينا وإنما أثر لها .

ثم نقول بناء على نظريتهم : إن الموت غير موجود ، لأنكم لم تسمعوه ولم تبصروه ولم تذوقوه ولم تلمسوه ، ولم تشموه ، فما الفرق بين الحي والميت ؟  وما الذي فارقه حتى فارق الحياة ، ومقومات الحياة – من ماء وغذاء وهواء – موجودة ، والأطباء المتخصصون والأدوية الفعالة موجودة ، فلماذا يموت الإنسان ، خاصة إذا كان هذا الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة من الشخصيات المعتبرة ؟

وبناء على نظريتكم فإن العقل غير موجود ؛ لأنه لا تدركه الحواس ، فإذًا أنتم بلا عقول .

فإن قالوا : نحن نفكر فإذا نحن موجودون ، قيل لهم إذًا أنتم تفكرون بلا عقول ..

وللكلام بقية إن أحيانا الله – سبحانه – إلى الشهر القادم .