نصيحة للشباب في آداب الصلاة وفي آداب الطرقات وكل مكان

السؤال: 

نريد منكم نصيحة لعامة الناس نحن نصلي ونقرأ القرآن ونسبح ونحمد الله على كل شيء ولكن  لا نعلم من القرآن والسنة  والطلب نصيحة للشباب  في آداب الصلاة آداب الطرقات وفي كل مكان والله المستعان ؟

الجواب

تفريغ أسئلة موجة للشيخ حمزة أبو فارس في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني 
الحلقة -30-10-2013

كأني فهمت من السؤال أن صلاتنا لم تؤت أكلها، وهذا دليل على أن نحن لم نستحضر مقاصد الصلاة، فالذين كانوا يستحضرون مقاصد الصلاة ويعلمون علم اليقين لماذا أمرنا بالصلاة، لأن الله تعالى لا يحتاج إلى صلاتنا، ولا إلى عبادتنا، وإنما الفائدة ترجع إلينا، هذا الأصل في الموضوع، فنحن لا نستحضر مقصد الشارع من الصلاة، وإلا تعلمون جميعا تأثير الصلاة في سلفنا الصالح، وقد كان  أحدهم إذا أريد قطع رجله لمرض، يطلب منهم إذا دخل الصلاة فاستغرق فيها ففعلوا ما شئتم، فتقطع رجله وتحسم بالزيت وهو ماض في صلاته لم يتحرك منه شيء، ونحن نصلي الآن ونفكر كيف نسرق كيف نقتل وكيف وكيف وكيف، هذا إذا انتظرنا حتى تنتهي الصلاة وإلا فنحن نرتكب ذلك ونحن في الصلاة إذا كان الواحد جاي للصلاة يضم أحذية المصلين، كم واحد مسكوه حتى داير كيس قد وضع فيه الأحذية الجديدة، هذي صنعت من؟

فنحن نصلي هكذا صورة يعني وخلاص لا نستحضر معنى الصلاة ، واحد ايقولي هدي قصة نعرفوها، لكن كيف تعالج أقول علاجها في قضية التربية، يعني أساتذتنا في المدارس من الابتدائي نحن الآن قلبنا المسألة رأسا على عقب، نحن الآن معتنين بالجامعة – ماعاد فيه اعتناء هو- وبالثانويات مثلا وكذا، ونختار لهم مثلا الطاقم المتكون وكذا باش نبو التعليم يمشي، الحقيقة أن هذه العناية يجب أن تكون منصبة على التعليم الابتدائي، فكيف الأستاذ المدرس يربي الطفل؟

يربيه مش يعلمه فقط ، يدخل فدماغه الصلاة شن معناها، الزكاة شن معناها، التعامل مع الناس شن معناه، ويكرر ذلك، القصص الفعلية الصحيحة  من سير سلفنا فإنها مؤثرة، ونحن الآن مناهجنا خاوية ما فيها حتى حاجة، جابوا شعر لا معنى له، مع أن والله في تراثنا  - وأنتم تعرفون ربما حتى أكثر مني - في تراثنا أشياء مؤثرة يخرج منها الطفل ويخرج منها المتوسط  باكيا خاشعا، فحني محتاجين إلى قضية مناهج مدروسة، بمعنى الكلمة، ومحتاجين لمن يطبقها ويوصلها إلى أصحابها، أنا لا أتحدث عن الشواذ لأنهم سيبقون إلى يوم القيامة، لكن معظم المجتمع وغالبه سيتأثر بذلك، أما إذا كان المدرس لا يدري عليه ألي يقول فيه شن هو، ولا المنهج فيه حاجة تنفع، ملقط من تراكين لا معنى لها، أنا كنت سأحكي لكم قصة هي واقعة ولكن الوقت عجلنا عندما ذكر قضية  (وبه نستعين) ذكر في قضية العلي العظيم ذكرها الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في أحد كتبه عن علّامة الشام، وكان في ذلك الوقت يحكم الشام أحد الطغاة يعني قتل الإنسان عنده زي الذبابة كما هو الحال في بلدنا الآن، هذا الحاكم قرر أن يزور المسجد الذي به هذا الشيخ، فخاف الطلبة خوفا شديدا على شيخهم، لأن رجل يعني فتاك طاغية، ويحترمون شيخهم فلم يستطيعوا أن يحذَّروه، فبقوا متخوفين حتى وصل موعد الزيارة، وبالفعل وصل السلطان إلى باب المسجد، وأوقف الخدم حصانه مسكوه، ودخل والشيخ مازال يدرس، وقد مدّ رجله؛ لأنه كان كبير السن وانتهى من الدرس - لا سلم على السلطان ولا تكلم معه كلام – وقف طويلا السلطان ثم ركب حصانه ثم أتى خادمه بصرة فيها نقود فردها عليه الشيخ، قال: ادفعها للفقراء والمساكين، - حدث ذلك في دمشق القرن الماضي، القرن الثامن عشر ميلادي - قال: وزعها في المساكين ولما انتهى الدرس وانتهت القصة كامله تجرّء بعض الطلبة فسألوا الشيخ كيف لم يُر عليه التأثر ولا الخوف من هذا الرجل السفاك الطاغية الذي يقتل الإنسان كأنه يقتل شيئا لا قيمة له؟ فأجابهم قال: لما دخل استحضرت عظمة الله - سبحانه وتعالى – فأصبح أمامي كالبرغوث هذا الاستحضار ألّي نحكوا عليه وهذه مقاصد الشريعة التي يجب أن تُفعل وهذا هو الإيمان المطلوب من المؤمنين.