بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله .
أما بعد فإني كنت قد فتحت موقعا لي في الشبكة العنكبوتية منذ سنوات ، وفي الحقيقة افتتح لي ؛ لأني تعديت سن فهم التقنيات الحديثة ، ثم قفل قبل فترة ليست بعيدة فاسترحت منه .
ثم افتتح لي موقع آخر ، وطلب مني كلمة أستفتح بها هذا الموقع فوافقت ، والذي جعلني أوافق هو نفس السبب الذي جعلني ألقي دروسا في الحديث والفقه في أكثر من مسجد ، وأكون ضيفا في قناة التناصح وما ينقل عنها من قنوات ، وفي قناة ( النبأ ) في بعض الأحايين رغم بعد المسافة ؛ وهو نفس السبب الذي جعلني أقبل عضوية المجلس العلمي للبحوث والدراسات التابع لدار الافتاء ، وأقبل رئاسة هيئة الرقابة المركزية بمصرف ليبيا المركزي .
ولعلك أخي القارئ شغلك هذا السبب الذي أثر علي هذا التأثير ، حتى جعلني أقبل ما كنت مترددا في قبوله ، فتريد أن تعرف . وهنا أقول إن هذا السبب أمران :
الأول : الشعور بدنو الأجل وعلامته شيئان السن والمرض ، فكأن ذلك ضغط علي وألزمني أن أودي واجبي او بعضه على الأقل تجاه ديني ، واتجاه أبناء وطني الذين دارت بهم المؤامرات داخليا وخارجيا من كل الجهات ، ولبّس عليهم بعض بني جلدتهم ممن ينتمون إلى هذه البلاد ظاهرا ، أما باطنا فهم مربوطون بوشائح استخباراتية من خارج هذا الوطن .
والثاني : رغبة فئة غير قليلة من شبابنا الاستفادة ، وقد كان كلمني مجموعة منهم منذ سنوات ممن درسوا خارج البلد ، ولم يطلعوا على المذهب الفقهي السائد في ليبيا ، فوعدتهم خيرا ، إلا ان الظروف آنئذ كانت لا تسمح ، فقد منعني ( ولي الأمر ) من القاء هذه الدروس ، ومنعني من افتاء الناس ، ومن القاء المحاضرات ، وقد فرح بعض من زبانيته بذلك ، فعندما سئل أحدهم هل حقا منعتم أبو فارس من الافتاء ؟ فأجاب : لم نمنعه ، ولكننا سررنا بمنعه .
ثم رأينا بعد الثورة المباركة ممن كان مع الطاغية يقفز فيصير في الصف الأمامي ويدعي أنه من أوائل من أشعل الثورة ، وكان قبل قليل قد خرج على الناس في الشاشات يثبط عزائم الناس ويأمرهم بمساندة ولي الأمر ، وقد خفي على بعض الناس حقيقة موقفه .
أقول : لما كان الأمر كذلك لابد من بذل الوسع في تجلية الأمور ووضعها في نصابها ، وللكلام تكملة إن مد الله في العمر ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .