بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين
وبعد فإنه في هذا الأسبوع تمر بنا ذكرى غزوة بدر الكبرى التي سجلها الله ـ جل جلاله في قرآن يتلى في الدنيا والآخرة ، وسمى يومها فرقانا ، فرق فيه بين الحق والباطل ، وقد امتن الله على المؤمنين بنصرهم فيها ، وهم قليل أذلة ، على أعدائهم ، وهم كثر. قال عز وجل ـ : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين } ثم بين المولى ــ سبحانه ــ أن النصر من عند الله وحده فقال : { وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين } .
وأخرج البخاري بسنده إلى ابن عباس قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر : { اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد } ، فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك ، فخرج وهو يقول : { سيهزم الجمع ويولون الدبر } .
وروى ابن إسحاق بسند إلى عروة بن الزبير قال : " لما أجمعت قريش المسير ذكرت ما بينها وبين بني بكر، فكاد ذلك يثنيهم ، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي ـ وكان من أشراف بني كنانة ، فقال لهم : أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه ، فخرجوا سراعا " ، وصدق رسول الله { سيهزم الجمع ويولون الدبر } .