بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة شهر جمادى الأولى لسنة 1437 ه
ما للجمال مشيها وئيدا
الحمد لله رب العالمين القائل : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } ، والقائل : { إن تنصروا الله ينصركم } ، فإذا نصرنا الله فلن نُغلب ولو تكالبت علينا دول العالم بأسره ومعهم بعض بني جلدتنا ، كما هو الحال الآن ، ولكن نصر الله لنا مشروط بنصرنا له ، والسؤال المهم : كيف يكون نصرنا له ، والجواب : يكون بطاعتنا له في السراء والضراء بتطبيق شريعته أمرا ونهيا .
والسؤال الأهم : ماذا يجب علينا أن نفعل :
أن نجدد التوبة ، وأن نثق بالله ثقة مطلقة { وما النصر إلا من عند الله } ، ولما كان الأمر كذلك فلا ننتظر النصر من غيره ، و أن ننظر إلى الأمام ولا نلتف إلى من يخذلنا مهما كان حجمه في هذه الأحداث .
والإكثار من الدعاء فإنه يفعل ما ليس في الحسبان ،{ وقال ربكم ادعوني استجب لكم } ، ومن المعلوم أن البشر ـــ في الغالب ـــ يغضب من طلب المساعدة ، لكن الله يرضيه ذلك ؛ لأنه دلالة على العبودية . ولما وعد الله بالاستجابة للدعاء ، والله لا يخلف وعده يجب على الداعي أن يتيقن من إجابة دعائه . ومعروف أن الدعاء يفعل الأعاجيب ؛ ولذا يجب علينا أن نكثر من الدعاء ليلا ونهارا ، خاصة في السجود أن ينصر الحق وأهله ، وأن يذل الباطل وأهله { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } .
ولعل بعض القراء يتساءل عن علاقة عنوان الكلمة بما كتبناه تحته ، فأذكره بقصة الزباء وجديمة الأبرش وليقارن بين بواخر الدقيق والجمال المحملة بالهدايا ظاهرا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .